مصدر السعاده
لا شك أن السعادة هي أهم مصدرٍ نبحث عنه جميعاً، فما من واحد على وجه الأرض إلا ويتمنى السلامة والسعادة، لذلك إن أهم مصدر للسعادة والهناء انسجام واقع المرء مع ما يعتقد، هذا الشرخ بين ما تعتقد وبين واقعك، بين ما تقول وبين ما تفعل، بين ما أنت فيه في جلوتك وما أنت فيه في خلوتك، بين أن تؤدي شيئاً أمام الناس، وبين أن تتركه وحدك في البيت، انسجام المرء مع ما يعتقد أحد مصادر السعادة، عندئذ يشعر المرء بتيار يجتاحه من البهجة والارتياح والأمن كلما تخطى عقبة من العقبات التي تحول بينه وبين التناقض مع مثُله مبادئه وقيمه العليا.
فمسكين من يعتقد أن السعاده الحقه هى فى الملذات الحسيه والماديه كما يعتقد البعض .
لاشك ياصديقى ان هذه الملذت هى احد عوامل السعاده الدنياويه ولكن صدقنى ليست هى كل السعاده وليست هى جوهرها وما دونها تعاسه، أتدرى لماذا ؟؟ ولماذا أنتحر من يملكون ما تتمنى ان تمتلكه أنت ؟!!
لهذا السبب ينتحر مثل هؤلاء
لأن الملذات الحسية ياصديقى لا تخترق غشاء القلب، ولا توفر لك التطمأنينه ولا تتيح لك الراحه ففي عالمنا المعاصر عدد كبير جداً من أعلام الأرض انت تعلمهم انتحروا لأنهم بلغوا أعلى درجة من الدخل والسمعة والشهرة، لكنهم ما عرفوا ربهم، وما عرفوا سر وجودهم، ولا غاية وجودهم، فانتحروا مللاً وسئماً وضياعاً.
إذا فما هى السعاده الحقيقيه؟؟
السعادة الحقيقة
بعد اتفقنا على إن الملذات الحسية لا تخترق غشاء القلب، بل ولا تحوم حوله، أسمح لى صديقى أن اقول لك ولى أن الذي يملأ كيان المرء بالسعادة والطمأنينة هي نشوة الانتصار على الأهواء والمغريات، وضغوطات الشهوات والمصالح، لماذا كان سيدنا يوسف النبي الكريم قمة في العفة ؟ لأنه انتصر على شهوته، ولولا أن الأنبياء تجري عليهم كل خصائص البشر لما كانوا سادة للبشر، لقد انتصروا على أنفسهم، وأي مؤمن ينتصر على نفسه، وينتصر للحق وعلى نفسه يتألق، ويذيقه الله حلاوة الإيمان التي إنْ فقَدها الإنسان شقي ولو ملك كل شيء، وإن نالها الإنسان سعد بها ولو فقد كل شيء.
أنه الانتصار على النفس يا ساده تفهموها جدا.
من أين تُجلب السعادة الحقيقية ؟
إن السعادة الحقّة، دقق في هذه الكلمة، لا تجلب أبداً من الخارج، إنما هي شعاع من نور يولد، ويكبر في داخل الإنسان، ((الفطره &الايمان & اليقين )) ويضيء جوانب الحياة كلها، ويجعلها أكثر قيمة ومنطقية، وأكثر تهيؤاً للنمو والتقدم والاستمرار، كل ذلك مرهون بأوضاع تسود فيها الأحكام الأخلاقية، ويعلو فيها صوت الالتزام والاستقامة،
دققوا في هذا المثَل: في بيت مئة جهاز كهربائي، أي جهاز يخطر في بالك تجده في البيت، لكن ليس هناك كهرباء، فما قيمة هذه الأجهزة ؟ لا شيء، إنها كتل معدنية عبء على صاحب البيت، أما إذا سَرَت الكهرباء، أي سرى الإيمان في النفس أصبح للزواج معنى، ولتربية الأولاد معنى، وللعمل معنى، وللحرفة معنى، وللنزهة معنى، وللدنيا بأسرها بمعنى بل معانى ولكل شيء معنى.
دققوا في هذا المثَل: في بيت مئة جهاز كهربائي، أي جهاز يخطر في بالك تجده في البيت، لكن ليس هناك كهرباء، فما قيمة هذه الأجهزة ؟ لا شيء، إنها كتل معدنية عبء على صاحب البيت، أما إذا سَرَت الكهرباء، أي سرى الإيمان في النفس أصبح للزواج معنى، ولتربية الأولاد معنى، وللعمل معنى، وللحرفة معنى، وللنزهة معنى، وللدنيا بأسرها بمعنى بل معانى ولكل شيء معنى.
هكذا تنتهى رسالتى يا صديقى ، يبقى لى أن اقول لك .
كون أو لا نكون.!
كون أو لا نكون، أعداؤنا يريدون إفقارنا وإضلالنا، وإفسادنا وإذلالنا وإبادتنا، وكل ما يجري حولنا يؤكد هذه الحقيقة، لا بد من صحوة، لا بد من يقظة، لا بد من توبة، لا بد من صلح مع الله، لا بد من عودة إلى أصول هذا الدين، لا بد من أن تبذل شيئاً من وقتك، من علمك، من مالك، لا بد من أن تتألق عند الله، حينما تشعر أن الله يحبك، وأنك في خدمة عباده، فهذا الشعور وحده يسعدك في الدنيا والآخرة.
صديقى - لا تعتقد أن مرضك مزمن ، وأن آلامك لا تنقطع أبداً ،
فما من شيء يبقى في هذا العالم دون تجدد .
إنك تستطيع بقدرة تفكيرك المبدع أن تتجدد وتحيا حياة جديدة سعيده .
واعلم أن السعادة في ذاتك فلماذا تسافر في طلبها .
جعلنا الله وإياكم من سعداء الدنيا والآخرة وصلَّى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق